الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

عباقرة ومجانين: رجاء النقاش

 

يقول الكاتب في المقدمة:

في هذا الكتاب الذي يسعدني أن أقدمه إلى الجيل الجديد من الشباب هو محاولة، من بين محاولات عديدة لإزالة الأوهام التي تتصل بأمور الثقافة وفروعها المختلفة، من أدب وفن وفكر. فليس صحيحا أن الثقافة شيء منفصل عن حياة الإنسان بأفراحها وأحزانها المتنوعة، وليس صحيحا أن المثقفين هم قوم يعيشون في منطقة معزولة عن الدنيا، وأنهم مجموعة من الكهنة الغامضين الذين لا يعرف سرهم أحد، بل الحقيقة هي أن الثقافة تعبير عن  مشاكل الإنسان وهمومه، وأن المثقفين يحبون ويكرهون ويتألمون ويواجهون نفس المشاكل المادية والمعنوية التي يتعرض لها الناس جميعا،


عباقرة ومجانين: رجاء النقاش

ومحاولة الكشف عن بعض هذه المعاني في حياة الثقافة والمثقفين هي موضوع هذا الكتاب. ولست أخفي أن هدفي الصريح من تأليفه هو أن أثير عند الشباب، شغفا بالثقافة، وشهية للقراءة، وإحساسا بأن عالم الثقافة هو نفسه، عالم الحياة التي يعيشها كل إنسان، ولكن في صورة صريحة و نقية وصادقة، التجارب المختلفة التي يعيشها المثقفون ويعبرون عنها هي نفسها التجارب التي يعيشها الإنسان في كل مكان، بما فيها من خطأ وصواب وألم ونشوة ونجاح وإحباط،.

 

إثارة حماس الشباب:

 ولو استطاع هذا الكتاب أن يثير في الشباب حماسا للثقافة و رغبة في مزيد من الاضطلاع والقراءة، فإنني أكون قد حققت ما أهدف إليه بتأليفه وتقديمه إلى القراء. وخلاصة ما أهدف إليه هو خلق صداقة حميمة بين الشباب وبين عالم الثقافة والأدب والفن. وأنا على يقين أن تعميق الميول الثقافية للإنسان في مجتمعنا، هو هدف من أشرف الأهداف، لأن انتشار الثقافة بصورة صحيحة يعني أن مجتمعنا يستطيع أن يتخطى كثيرا من الأسوار والعقبات التي تحول بينه وبين النهضة والتقدم، والفهم الصحيح لهذا العصر الصعب الذي نعيش فيه. إن هذا الكتاب محاولة للتحريض على مزيد من القراءة واقتحام عالم الثقافة بنشوة وحماس، وبلا خوف، أو إحساس بالملل والضيق، فالثقافة هي العنصر الذي يجعل حياتنا أجمل، وسلوكنا أرقى، وذوقنا أرفع، وعقلنا قادر على التصرف الصحيح في كل المشاكل، الخاصة والعامة. أرجو أن يساهم هذا الكتاب في تحقيق هذا التحريض على حب الثقافة، واكتشاف ما فيها من دفء وحنان وسعادة روحية غامرة.

وقد اخترت عنوان الكتاب من واقع الشخصيات المعروضة على صفحاته، فهم عباقرة أو مجانين، و بين العبقرية والجنون خيط رفيع، فالعبقرية استثناء، وخروج على المألوف، وكذلك الجنون، ولكن العبقرية تبنى وتضيف عناصر إيجابية إلى حياة صاحبها وحياة الناس. أما الجنون فهو تدمير لصاحبه، ومحاولة لتدمير الآخرين، ولعلنا بالفهم والمعرفة الصحيحة نستطيع أن نقف في وجه الجنون، وما يترتب عليه من سلبيات.

ونستطيع كذلك أن نستفيد من العبقرية ونتعلم منها، ونستنير بما تقدمه من أفكار وأضواء جديدة على مشاكل الإنسان والحياة. وسوف يجد القارئ أنه ينتقل في هذا الكتاب بين العصور القديمة والعصر الحديث، وبين الوطن العربي و أوطان العالم المختلفة، و بين الأدب والسياسة والحضارة والفن وأحداث التاريخ وأخلاق الناس، فمنهج الكتاب يقوم على أساس هذه السياحة الروحية المتنوعة بين الحياة والفن والتاريخ، ولعل هذه الرحلة تكشف لنا في آخر الأمر صفحات من جهود البشر في مختلف العصور، من أجل الوصول إلى الخير والسعادة والجمال، والإنسان في كل هذه الجهود يصيب مرة ويخطئ مرة أخرى، ويضع يده على الينابيع الصافية مرة، ويسبب لنفسه ولغيره الألم والعذاب مرات ومرات، والحياة مع ذلك كله تمضي، والإنسان يفرح ويحزن، والمثل الأعلى للسعادة مطلوب في كل الأحوال، حتى وإن لم يتحقق بصورته الكاملة في جيل من الأجيال.

من الشخصيات التي يتحدث عنها:

سافو أول شاعرة في التاريخ:

أول شاعرة معروفة في تاريخ الإنسانية كله، فلم يعرف الأدب العالمي شاعرة أخرى قبلها، ولم تلحق بها شاعرة إلا بعد وفاتها بمئات السنين. ورغم أن حضارة الإنسان قد عرفت بعدها شاعرات وكثيرات إلا أنها ظلت حتى الآن، ألمع الأسماء في تاريخ الأدب النسائي كله، وظلت على الدوام شخصية فريدة متميزة تثير الإعجاب والاهتمام. وتثير في أحيان أخرى نوعاً من الحسد والغيرة. مما أدى بأعدائها والرافضين لها إلى القيام بمحاولات مستمرة لتشويهها وتلطيخ سمعتها والادعاء بأنها لم تكن شاعرة حساسة مبدعة محبة للجمال، بل كانت شخصية منحرفة وكان اسمها عنواناً على السلوك الشاذ في تاريخ النساء...الى آخر قصتها.

 

ويتحدث عن ثورة العاشقين:

أغرب ثورة في التاريخ وهي الثورة الوحيدة من نوعها، فلم يكن لهذه الثورة علاقة بالسياسة، ولم يكن زعماؤها من الطامحين للسلطة، بل كانوا على عكس ذلك من الكارهين للسياسة والهاربين من المناصب، وكانت رغبتهم الأساسية هي أن يعيشوا أحرارا يستمتعون بالحياة ويتبادلون الحب دون أن يكون عليهم رقيب، ودون أن يتدخل أحد في حياتهم، يفرض عليهم قيودا من أي نوع.

 وقد اندلعت ثورة العاشقين هذه في روما في عصر الإمبراطور أغسطس. وأغسطس هو نفسه أوكتافيوس الذي حارب أنطونيو وكليوباترا وانتصر عليهما في موقعة أكتيوم البحرية سنة 32 قبل الميلاد...الخ

 

ويتحدث عن كاليجولا إمبراطور الدماء والعطور

كلما فتحنا صفحات التاريخ القديمة وجدنا أن هذا التاريخ يمتلئ بألوان عجيبة من الظلم، يصل بعضها إلى حد الجنون، وقد عاش الإنسان آلاف السنين، وهو يقو يقاوم الظلم، ويحاول أن ينتصر عليه، بحيث تصبح حياة الناس خاضعة لبعض القوانين الأساسية التي تتحقق العدالة، وتمنع القسوة والطغيان والعبث بمصائر الناس، وقطع رقابهم بسبب وبدون سبب. ومن المؤسف حقا أننا لا نستطيع أن نقول إن الإنسانية في العصر الحديث قد استطاعت أن تتخلص من كل مظاهر الظلم، فما زال الظلم منتشرا في المجتمعات المختلفة، فالبيض يضطهدون السود، ويقتلونهم، ويحرمونهم من سائر حقوق الإنسان،  والأغنياء يضطهدون الفقراء، ويتحكمون في أرزاقهم، ويفرضون عليهم كثيرا من الأوضاع القاسية. وهذا الصراع الدامي بين الأغنياء والفقراء تمثله العلاقة القائمة الآن بين الدول الغربية المتقدمة.

 و دول العالم الثالث التي تجاهد للدفاع عن رغيف الخبز، وعن فرصتها في الحياة، فتجد نفسها غارقة في الديون، وتجد حياتها مليئة بالأزمات الصحية والنفسية والثقافية.  أما الأزمات الاقتصادية فهي أزمات متجددة لا تكاد تنتهي في هذه البلاد التعيسة التي نسميها باسم العالم الثالث، ولعل الصحيح أن نسميها باسم العالم البائس المطحون.

 و أقوى أسباب الظلم هو أن يتحكم في المجتمعات الإنسانية أشخاص لا يردعهم قانون، ولا يستطيع أن يسألهم أحد عما يفعلون، وتؤدي بهم السلطة المطلقة إلى فساد مطلق لا يقيم وزنا للدماء الناس أو أعراضهم أو أموالهم أو حقهم في أن يعيشوا آمنين مطمئنين ما داموا لم يخطئوا، أو يرتكبوا أي جريمة في حق الآخرين.

 

 وهذه قصة إمبراطور روماني:

 تقدم لنا صفحة من تاريخ الظلم، هي صفحة مليئة بالقسوة والعنف وعدم المبالاة بأي معنى من معاني الرحمة والعدالة واحترام كرامة الإنسان. هذا الإمبراطور استطاع أن يحكم روما منذ حوالي 2000 سنة، وبالتحديد في السنوات الأربع الممتدة من سنة 37 ميلادية إلى سنة 41، وكانت روما في تلك الفترة تحكم أوروبا كلها، كما كانت تحكم المنطقة التي نسميها الآن بالشرق الأوسط، والتي تضم تركيا والشام والعراق ومصر والمغرب، فقد كانت الإمبراطورية الرومانية في هذا العصر سيدة العالم المعروف كله، يسيطر جنودها على معظم بلاد الأرض القديمة، باستثناء تلك البلاد البعيدة عن روما، مركز الإمبراطورية، مثل الهند والصين.. الخ

يتحدث الكتاب:

عن موليير وبوشكين وجوته ورامبو وبلزاك وأحمد شوقي ولامرتين وفيفيان لي ومي زيادة ونجيب محفوظ والعقاد والمازني وطه حين وغسان كنفاني ..

 

عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة