الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

شفرة سورة الإسراء

 

شفرة سورة الإسراء: بنو إسرائيل والحركات السرية في القرآن

الكتاب تأليف الدكتور بهاء الأمير

من خلال قراءة هذا الكتاب تغيرت لدي الكثير من المفاهيم الخاطئة التي كنت قد قرأتها أو سمعتها أو شاهدتها من خلال وسائل الإعلام. فهذا الكتاب حوى على كثير من المعلومات الموثقة والدقيقة وهذا يدل على موسوعية الدكتور بالفهم والثقافة الرفيعة. وما تركت الكتاب حتى أنهيته خلال أيام قليلة رغم عدد صفحاته البالغة حوالي  570  صفحة، فالأسلوب السلس والسرعة لالتقاط المعلومة جعلني لا أشعر بالملل من قراءة هذا الكتاب.

 

شفرة سورة الإسراء

المضمون:

ومن عنوانه تعرف المضمون، ولكن لا بد من قراءة الكتاب لتصل إلى مفهوم الآيات في سورة الإسراء التي تاه عنها الكثير من كبار المفسرين أو اقتربوا بعض الشيء أو ابتعدوا، وستجد الأسرار العظيمة وكأن سورة الإسراء نزلت للتو لتخبرك عن إفساد اليهود الذي بدأ ومازال مستمراً حتى يأتي وعد الله سبحانه وتعالى بإيقاف هذا الإفساد، ولتخبرك عن علوهم الذي وصف بالعلو الكبير: ( و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً ) الإسراء آية 4.

 

يقول الدكتور بهاء:

في يوم من أيام الله عز وجل قَدم إلى بعض الأفاضل ممن لھم حماسة لدين الله وغيرة على الأخلاق والفضائل، ورغبوا إلي في تجھيز برنامج وإعداد حلقات لبيان تاريخ الماسونية والحركات السرية وآثارھا في العالم، وصلتھا بالصورة التي وصل إليھا وما شاع فيه من عدوان على الديانات وانحلال للأخلاق، وعلاقتھا بالعلمانية والليبرالية والماركسية، والرابطة بينھا وبين منظمات حقوق الإنسان وحركات التحرير النسائية، وقبل ذلك كله السر في ارتباط الماسونية والحركات السرية باليھود، ودورھا في صعودھم إلى رأس العالم وسطوتھم على دوله وفي كل شعوبه.

 

معرفة بني إسرائيل وموقعھم:

ورأيت أن أبدأ من سيرة بني إسرائيل في القرآن، إذ لا يمكن فھم غايات الحركات السرية وما تريد أن تصل بالعالم إليه، ولا فھم أساليبھا ووسائلھا الملتوية شديدة الدھاء والمراوغة للوصول إلى ھذه الغايات من غير إدراك موقع اليھود منھا وآثارھم فيھا، ولا يمكن إدراك المسألة اليھودية ولا فھمھا سوى بفھم ما الذي يريد القرآن أن يخبرنا به عن بني إسرائيل وموقعھم من
العالم وآثارھم في البشرية، وما يكشفه من خبئ نفوسھم وما تحويه من غايات، ومن تكوينھم وما ينتجه من سلوك وأساليب.

وما إن بدأت في سيرة بني إسرائيل في القرآن، حتى جرفتني أمواج سورة الإسراء الھادرة، فتركت، ولم أكد أبحر، سواحل بني إسرائيل وسيرتھم، وشواطئ الماسونية والحركات السرية، وغرقت في صدرھا.
وظللت أياماً ثم أسابيع فشھوراً، والأفاضل الذين يريدون الحلقات يسألونني إلى أين وصلت وھل انتھيت من إعدادھا، وھم يستعجبون، حالاً لا مقالاً، إذ يرون الأمر يسيراً، وأكاد أسمعھم يقولون إن موضوع الحلقات ليس غريباً عنك ولا جديداً عليك، فقد كتبت َ فيه من قبل ما كتبت، وقدمت فيه من الحلقات ما قدمت.

 

غارق بالبحث في صدر سورة الإسراء:
وھم لا يشعرون، وليس من عادتي أن أفسر، أني خارج العالم، سابح فوق الزمان والمكان، وغارق في صدر سورة الإسراء.
وفي ھاتيك الأيام والأسابيع والشھور كنت أنام  لأحلم بصدر سورة الإسراء، وأستيقظ  لأدون لمحات وخطرات، وأرسم للتاريخ والأمم خرائط ومسارات، ولدورتي الإفساد والعباد رسوماً وبيانيات...

 في ھذه اللحظة أدركت أين العقدة، ومصدر ما وقعت فيه من أخطاء، وھي نفسھا أخطاء كل من تعاملوا مع صدر سورة الإسراء مذ أنزلت، وعبر كل العصور، وھي الأخطاء التي ستراھا بنفسك في الكتاب الذي بين يديك إذا شاء الله لك أن تتم رحلتك في بحاره...

 

هذا بيان للناس:

القرآن الكريم كتاب الحياة والوجود أنزله عز وجل رسالة خاتمة لكي نرى الحياة ونفھمھا ونصنعھا به، ولكي نرى الوجود كله وندركه ونفھمه به ومن خلال منظاره.
القرآن، كما أخبرك سبحانه وتعالى نفسه، ھو بيان الإله عز وجل إلى خلقه، وھو بيانه إليھم في كل زمان وفي كل مكان إلى يوم القيامة: ( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ) آل عمران 138. للناس جميعاً في كل زمان ومكان. وهو النص الوحيد الصادر عن الذات الإلهية ويخاطب البشر مباشرة دون وسيط ينقل أو يترجم أو راوٍ يقص أو يروي.

غاية بيان الإله عز وجل من استخراج سيرة بني إسرائيل من بطن الغيب، وإفراد ھذه المساحة الھائلة لھم فيه، أن يجعلك تعي عظم موقع بني إسرائيل من التاريخ، وآثارھم الھائلة في البشر ومسيرة البشرية، ولكي تفھم من خلال ھذه السيرة وما فيھا من قصص وأخبار غاياتھم وأساليبھم، وما في نفوسھم، وكيف تعمل أذھانھم، ثم لكي تدرك أثر غاياتھم وما في نفوسھم في تكوين مسار التاريخ وتوجيھه، وأثر أساليبھم وطريقة عمل أذھانھم في صناعة أحداثه، وأثر
ھذا وذاك في تكوين مجتمعات البشر والصبغة التي تصبغ اجتماعھم.


الاختلاف في سردية بدء الخلق:

هناك فرق كبير بين قصة الخلق التي نجدها في القرآن الكريم وما نجده في العهد القديم وهي التي بني عليها الكثير من النظريات والفلسفات والعقائد والملل والنحل وتأسست لها الجمعيات بكافة أنواعها السرية والمعلنة، وانبثقت من معتنقيها الماسونية والأخوية والعقد الاجتماعي والليبرالية والعلمانية والأمم المتحدة وتقارب الأديان والكثير الكثير الذي ليس فيه إلا كتمان الحق الذي جاء في التوراة أو تحريفه بالحذف والإضافة لتكون البشرية بنيت على العرق الأنقى والشعب المختار واتباع العقل والمعرفة التي جاد بها الشيطان لحواء لتغوي آدم ثم لتكون العقوبة الإخراج من الجنة...

إنه الإفساد الذي بدأ بتغيير خريطة الخلق ومازال يكبر ويتعاظم هذا الإفساد الذي جاء بعد إصلاح ثم جاء بعده إصلاح شامل وهو رسالة الإسلام التي انتشرت في كل أرجاء الأرض معلنة أن العبادة لله وحده لا شريك له بعيداً عن كل الأساطير والخرافات التي تم الإفساد من خلال نشرها وترويجها والنظريات التي تلغي وجود الخالق كنظرية التطور الداروينية اليهودية.

سيأخذك الكتاب في رحلة تاريخية علمية تصل بك إلى كثير من الوعي وبحقيقة علماء ومفكرين لم نعرف عنهم سوى أنهم تحدثوا في العلوم والرياضيات والتطور وفي التقدم والنهضة، ستجد الحديث عن داروين وفيثاغورس وجاك روسو وفولتير وجون لوك ..

ستجد التشابه بين عقائد اليهود والبوذية وكيف نشأت المسيحية الحالية، وماهي حقيقة بني إسرائيل واليهود وهل هم موجودون حالياً وما الفرق بينهم وبين الصهاينة وهل سيتم القضاء عليهم ومن سيقوم بهذا في نهاية الأمر.

عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة