الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

التطهير العرقي في سورية 1

 

مقدمة:

عندما كنت أقرأ كتاب التطهير العرقي في فلسطين لإيلان بابه، وكيف قامت عصابات الصهاينة الأرغون


 واشتيرن والهاجاناة، بالاستفراد بالقرى والمدن الفلسطينية، وسكانها العزل، والاقتحامات الليلية 


 والاعتقالات والقتل بدون رحمة لكبير أو صغير او امرأة، كنت أراها حقيقة وأعايشها وكأنها نفذت للتو، رغم


 مرور عشرات السنين عليها، ولا يعود السبب إلى أن الكتاب كان يعنى بكل التفاصيل، وذكر الأحداث من


 خلال الوثائق والشهود، ولكن، لما تم تنفيذه كنسخة حديثة أعيد تطبيقها في سورية من قبل النظام


 النصيري الطائفي، والميليشية الشيعية التي تم جلبها من خلال الحليف الطائفي الإيراني.


التطهير العرقي في سورية



والتطهير العرقي في سورية لم يبدأ منذ سنوات قريبة، ولكن تم البدء به مبكراً منذ استلام حزب

 البعث للسلطة. فقد بدأ كتغيير ديموغرافي ناعم منذ اغتصاب حافظ أسد للسلطة عام 1970 في حركة

 سماها الحركة التصحيحية، ثم استمر تدريجياً بين خفي وعلني إلى أن ظهر جلياً ودون مواربة في عهد

 مغتصب السلطة الثاني الوريث بشار، وقد ظهر هذا من خلال القوانين والمراسيم وسلوكيات الشرطة

 والأمن ودخول اللاجئين العراقيين إلى سوريا .. وبشكل عسكري وقتل وتهجير ممنهج بعد العام 2011 .


ومن خلال بحثي في هذا الموضوع وجدت كتيباً إلكترونياً للدكتور حسين إبراهيم قطريب وهو أستاذ

 الجيومورفولوجيا عن التغيير الديمغرافي في سورية وسورية المفيدة والمنشور الشهر العاشر عام

2016 م وفيه:

- التغيير الديمغرافي في سورية من فكرة سياسية إلى خطة الاستراتيجية

- تطور العمل الدعوي الشيعي في سورية.

- سورية المفيدة والتغيير الديمغرافي القسري.

- مغطيات ومؤشرات وحقائق عن التغيير الديمغرافي.

- تحليل جدول تقديرات التغيير الديمغرافي.

- النتائج والتوصيات.


وقد ذكر الكاتب: من أساليب التنفيذ:


من أساليب التغییر الديمغرافي ما یندرج ضمن:

- القوة العسكریة الصلبة وأدواتھا في أثناء الحروب والنزاعات.

- من خلال استخدام القوة العسكریة والأسلحة بشكل مفرط ووحشي ضد المدنیین، كعملیات التطھیر

 العرقي، والتھجیر القسري.

- من خلال استراتیجیات الحصار والتجویع،

- من خلال عقد الاتفاقات القھریة، التي تقضي برحیل السكان من مساكنھم، ثم الإحلال لفئة بشریة

 محلھم.


وهذا ما حدث عبر التاريخ:

- كالذي حدث لسكان الأندلس "اسبانیا الحالیة"، التي تحول شعبھا المسلم إلى شعب مسیحي

- وإیران التي تحولت من دولة سنیة إلى دولة شیعیة.

- وھا ھي فلسطین تتحول من أكثریة عربیة إلى أكثریة یھودیة خلال عقود من الزمن.


التلاعب بالدستور:

في العام 1973 تلاعب حافظ أسد بالدستور وحذف المادة المتعلقة بدين رئيس الجمهورية الذي يجب أن

 يكون مسلماً، ولكن تم إعادة المادة بضغط من أهل السنة، وحتى يتمكن من إغلاق باب الاعتراض عليه

 كون الدين الذي يدين به مخالف للدستور، اضطر لطلب النجدة من صديقه المرجع الشيعي اللبناني

 موسى الصدر بالاعتراف بالطائفة العلوية النصيريية كطائفة من الطوائف الشيعية التي في النهاية تنضوي

 تحت مسمى طائفة من طوائف الإسلام. وهذا ما صدر في فتوى له قال: إن العلويين مسلمون وهم

 فئة من الشيعة الاثنا عشرية.” ومن أجل أن يخرج الطائفة من عزلتها عمد حافظ الأسد لتوثيق علاقته

 مع المراجع الشيعية من أجل تحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى العمل على تغليب الشيعة ومعهم

 النصيرية بتقوية شوكتهم وحضورهم أمام أهل السنّة، مقابل التضييق على أبناء الأكثرية السنية لدفعهم

 إلى الهجرة والاستقرار خارج سورية.. وبالتالي العمل على التغيير الديمغرافي.


وسائل التغيير الديمغرافي:

- نشاط المراجع الشيعة في الوسط النصيري من خلال اجتماعات ولقاءات وصدور بيانات.

- إنشاء الحوزات وكان أولها في حي الست زينب.

- إرسال خمسمئة طالب علوي إلى قم لدراسة العلوم الشرعية والتخصص بالمذهب الجعفري الإثني

 عشري.

- إدخال كل من يرغب بدراسة الشريعة في كلية الشريعة بدمشق من خلال الإيفاد الحزبي لأعضاء حزب

 البعث بالثمانينات. وقد دخلها طلاب علويون ومن طوائف أخرى كالدروز والإسماعيلية.


وعمل النظامان الإیراني والسوري في المسارات المذكورة بوسائل القوة الناعمة منذ نشوء

التحالف الاستراتيجي بینھما في ثمانينات القرن الماضي حتى اندلاع الثورة السوریة في عام

٢٠١١م، ورصدت إیران أموالاً طائلة لتحقيق ھذا الھدف، فیما قدم النظام له كافة التسھیلات

القانونیة واللوجستیة المطلوبة، تحت غطاء التعاون في حلف الممانعة من أجل التصدي للمشروع

الصھیوني – الأمریكي في المنطقة.


وكان من أھم ما تمت ملاحظته في مجال العمل على تحقیق ھدف التغییر الدیمغرافي في سوریة ما یلي:


- تقدیم الامتیازات والتسھیلات لعلوي تركیا ولبنان وشیعة العراق وإیران للقدوم إلى سوریة

والحصول على الجنسیة السوریة، فنشأت منھم أحیاء سكنیة في حمص وحماه ودمشق

واللاذقیة وطرطوس، وتم منح الجنسیة السوریة إلى حوالي نصف ملیون شیعي من شیعة

العراق ومن جنسیات شیعیة أخرى دون إعلان.


- إنشاء جمعیة الامام المرتضى في اللاذقیة عام ١٩٨١م، بھدف نشر الفكر الشیعي ودعم

النفوذ العلوي في سوریة، وكانت جمعیة الامام المرتضى أول محاولة لنشر التشیع في

سوریة برعایة من النظام نفسھ وبدعم مالي من إیران، ثم تم حل الجمعیة بعد حوالي سنتین

من إنشائھا بسبب خلافات داخل العائلة الأسدیة، واتھام رئیسھا جمیل الأسد بتأیید شقیقھ

رفعت ضد شقیقھ حافظ.


- محاولة استرجاع عائلات من أصول نصیریة تحولت إلى مذھب أھل السنة والجماعة في

الداخل السوري، وتم ذلك عن طریق جھود استخباراتیة خفیة، وبواسطة جمعیة الامام

المرتضى التي شكلھا جمیل الأسد.


- تشكیل وحدات عسكریة خاصة بأبناء الطائفة العلویة، كسرایا الدفاع، وسرایا الصراع،

والحرس الجمھوري، وبناء وحدات سكنیة خاصة بھا وللضباط العلویین بدمشق، كأحیاء:

السومریة، وعش الورور، وضاحیة الأسد، والمزة 86، ومساكن الحرس الجمھوري.


- اتباع سیاسة سكانیة مزدوجة، عُمل بجانب منھا على تشجیع الانجاب وتعدد الزوجات داخل

الطائفة العلویة، بإشراف رفعت الأسد، وعلى تحدید النسل لدى السنة في الجانب الآخر.


- ممارسة سیاسة التضییق الأمني والوظیفي والاقتصادي على أبناء الأكثریة السنیة، لدفعھم

إلى الھجرة الخارجیة وعدم العودة إلى سوریة.

- قیام إیران بالاستثمار الاقتصادي الواسع في سوریة، وسیطرتھا على مرافق الاقتصاد

السوري، واستقدامھا للعمالة الشیعیة من جنسیات عدة، ثم تشجیعھم على الاستقرار حول

المقامات الشیعیة التي تم أنشاؤھا في سوریة مؤخراً.


- شراء العقارات، وبناء الحسینیات والمراقد الشیعیة بأسماء معتبرة مزعومة في مختلف

المحافظات السوریة، وتوظیف من یقوم على خدمتھا من العائلات السوریة السنیة مقابل

رواتب مغریة، وصولا إلى نشر المذھب الشیعي في مناطقھا، وتشجیع السیاحة والزیارات

الشیعیة إلیھا في المستقبل، وجعلھا أمراً واقعا بنمطھا المعماري ومرجعیتھا الدینیة.


- بناء الحوزات العلمیة الدینیة الشیعیة، وتأسیس الھیئات الشرعیة، وجذب الطلبة الشیعة من

كافة الجنسیات للدراسة المجانیة فیھا، وتشجیعھم على الاستقرار في سوریة، والحصول

على الجنسیة السوریة، والعمل على نشر المذھب الشیعي في المجتمع السوري.


- فتح باب التعاون الثقافي والعلمي على مصراعیھ بین إیران وسوریة، وتقدیم المنح المجانیة

للدراسة في إیران، وصولا إلى نشر المذھب الشیعي في صفوف الدارسین.


- فتح مكاتب لزواج المتعة في دمشق من شابات إیرانیات، وتشجیع شباب السنة على السفر

إلى إیران والتحول إلى المذھب الجعفري.

يتبع...



عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة