الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

إيران وأمريكا

 

هل أمريكا وإيران عدوتان؟

منذ أن جاء عهد الخميني إلى إيران وهم يرفعون شعارات تحرير فلسطين، ولتكتمل الصورة رفعوا شعاراً آخر بجانب الأول وهو أن أمريكا هي الشيطان الأكبر، والموت لأمريكا وإسرائيل. وذهب إعلامهم وصحافتهم تروج هذه الشعارات الشعبوية الفارغة، إذ أن الواقع يكذب كل ما تقوم به إيران، فالعداء الحقيقي الذي تضمره وتمارسه موجه نحو العرب والمسلمين، فبدأوا بالعراق الجار القوي والذي يريدون إضعافه بل احتلاله، لتكون الطريق ممهدة إلى الدول العربية بجوار العراق وهي دول الخليج، فكان شعار: إن الطريق إلى فلسطين يمر بكربلاء، بالرغم من أن الرافضة على مدى التاريخ لم يثبت أنهم خاضوا حرباً واحدة ضد اليهود أو النصارى أو غيرهم من أعداء الأمة الإسلامية، بل على العكس فقد كانوا دائماً أعداء لأهل السنة والجماعة وليس لغيرهم.


إيران وأمريكا

وكان أن قامت أمريكا بغزو العراق وبمساهمة من دول الخليج وقتلت ودمرت حتى انتهى العراق كدولة ثم سلمته لقمة سائغة لإيران متباهين وبكل صلف أنهم قضوا على حكم أهل السنة في العراق. وهذا الأمر الذي يبدو أن دول الخليج لم تكن تحسب حسابه فاستبدلت ( عدواً ) بعدو. مع أن العدو الجديد هو عدو يهدد وجودها تماماً.


ومن خلال الأحداث الجارية سابقاً نلاحظ ما يلي:

1- إن أمريكاً لا تعادي إيران كعداوتها للعرب والمسلمين وذلك من خلال سلوكها الناعم مع إيران، ليس ذلك وحسب بل ثبت أن أمريكا تستخدم إيران كبعبع تخيف به الدول العربية وتحرف البوصلة عن العدو الحديث وهو الكيان الصهيوني في فلسطين.

2- تجعل من إيران قوية وتفسح لها المجال بحيث تمكنها من الهيمنة والسيطرة على المنطقة وافتعال الحروب الطائفية من خلال ميليشيا عربية شيعية تدعمها بكل الأسلحة، فيكون الصراع بين العرب أنفسهم بإثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة لتكسب إيران حروبها بأقل الخسائر وهذا بحد ذاته مكسب لأمريكا.

3- إن عداء المسيحية الصليبية للإسلام والمسلمين وباعتبار أن إيران الراعي الأوحد للفكر الرافضي في العالم والذي يسعى للقضاء على المذهب السني واستبداله بالشيعي، ما يجعل إيران الحليف الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه بالقضاء على الاسلام وتقاسم خيرات أرض المسلمين.


ومن ينظر اليوم إلى النتائج

لا تخطئ عينه عما حدث ويحدث في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن … ومع هذا كله نجد هناك تخبطاً في السياسات العربية فمنهم ما زال يعتقد أن إيران يمكن أن تكون حليفاً ضد المؤامرات الأمريكية، ومنهم من يعتبر أن الكيان الصهيوني صار أقرب إليه من إيران، على اعتبار أن الكيان الصهيوني يعادي إيران، وكفيل بأن يحمي كراسي المطبعين من الزوال كما يظهر اليوم من انقلابات في الفكر والعقيدة لبعض القوم تجاه العدو الصهيوني.



ركوب الموجة لتحرير فلسطين:

كم من شعارات رفعت ومهرجانات أقيمت في كثير من الدول العربية لمناصرة الفلسطينيين وقضيتهم، وقد اكتشفنا عندما جاءت ساعة الحقيقة أن هذا كان مجرد ضحك على الشعوب، وتوجيه غضبهم نحو الغاصب الصهيوني والأمريكي والإمبريالي والراسمالي والرجعي.. والإعلاء من قيمة الاشتراكية وشعارات الأحزاب الحاكمة بل وإسباغ الصبغة الإلهية على القائد الملهم الفذ المحنك الذي ليس له مثيل ولا بديل، ويفدى بالروح والدم وكل شيء يرخص في سبيل الوطن. وإيران ليست بعيدة عن هذا التمثيل الفج والذي تبدو شعاراتها أقوى بكثير من الشعارات المرفوعة لدى العرب ومهرجاناتها أكثر صخباً وأعلى صوتاً بالقضاء على الكيان الصهيوني وأمريكا الشيطان الأكبر.. ولكن أهدافها لم تعد خافية على الصغير قبل الكبير فضلاً عن الدول العربية والإسلامية.


الواقع المؤلم:

إن تعاطي حكومات الدول العربية والإسلامية مع الأحداث والمصائب والمخاطر التي أحكمت خناقها على الأمة العربية والإسلامية لا يرتقي إلى المستوى المطلوب لحمايتها مما يحاك لها من تفتيت ومحو هويتها بل وجعل أهل السنة والجماعة أقلية منبوذة مهملة.. وهذا يعني أن هذه الحكومات بشكل أو بآخر متعاونة أو غبية متهاونة، لا يهمها إلا اليوم الذي هي فيه من حكم شعبها والتحكم به كالعبيد، والاستفراد بخيرات البلاد، والتصرف بها حسبما تقتضيه مصالحها كإدارة شركة تدور في فلك الأعداء الكثر.


ولا أدل على كثرة الأعداء اليوم من قضية فلسطين والحرب على غزة، فكل الشعارات التي كانت مرفوعة ومازالت باتت مكشوفة وواضحة وضوح الشمس، فالكل يسعى نحو مصلحته الخاصة لا غير، وليذهب أهل غزة وفلسطين إلى الجحيم..

فالنظام الأقلوي في سوريا لم يجد إلا ان يتحالف مع إيران وميليشيا حزب الله الطائفية وميليشيا طائفية أخرى في العراق لقتل وتهجير أهل السنة في سوريا بمباركة عالمية وخاصة من الكيان الصهيوني الذي له مصلحة بإفراغ المنطقة من كل التهديدات المحتملة وخاصة من أهل السنة، الذين سيكونون العون لإخوتهم في فلسطين. ولتبقى مجموعة من الأقليات المتناحرة والتي لا يمكنها أن تكون دولاً حقيقية، بل أشباه دول، تشبه في كينونتها الكيان الصهيوني.




عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة