الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

طوفان الأقصى: التطهير العرقي في فلسطين

 

ماذا نعرف عن فلسطين؟

يفتقر الكثير منا للمعلومات التفصيلية التي تشرح لنا كيف أنشئ الكيان الصهيوني في فلسطين، وليس في ذهننا إلا ما بقي عالقاً من دروس التاريخ والجغرافيا من المرحلة الابتدائية والإعدادية. وربما نسي الكثير منا هذه المعلومات والتي هي بحد ذاتها بسيطة أو ضحلة توافق المراحل العمرية للدراسة. وبالتالي نجد اليوم بعض الدول العربية غير القريبة من فلسطين من عملت علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني دون النظر إلى الضرر الذي تلحقه بقضية الشعب الفلسطيني أو حتى أن تفكر بمساعدتهم على الحصول على بعض حقوقهم في أرضهم الفلسطينية فكانت عوناً للعدو على العرب والمسلمين بدل ذلك، وهذا بالتالي ما شجع بعض الأشخاص غير المبالين بدينهم ولا عروبتهم ولا حتى بأي مبدأ إنساني من تلك الدول على الوقوف في صف المحتل المجرم من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وبرهن على أنه يعيش بيننا من هو أكثر صهيونية من ( بن غوريون ) المجرم المؤسس وأكثر صهيونية من نتن ياهو رئيس وزراء الكيان، ولا أدري شرعاً كيف يصنف هؤلاء منافقين أو غيره.


 كتاب المؤرخ إيلان بابه:

في كتاب التطهير العرقي والذي كتبه مؤرخ إسرائيلي من المؤرخين الجدد واسمه إبلان بابه بتشديد الباء نجد المعلومات التي يجب أن يعرفها كل عربي ومسلم ومن تهمه قضية فلسطين، فقد كان بالجرأة والوضوح الكافيين لنعلم كيف تم الاستيلاء على فلسطين وممن، وبمساعدة من، بالإضافة إلى الخطط والنهج المتبع، والذي اسماه المؤلف التطهير العرقي في فلسطين.

وسنجد أن قيام الكيان الصهيوني في فلسطين ليس كما يتصور البعض أنه تم بشراء الأرض ولكن من خلال القتل والتدمير والتطهير العرقي المباشر بمساعدة بريطانيا المحتلة لفلسطين آنذاك وقرارات الأمم المتحدة الجائرة، ومباركة أوربا ومن بعدها أمريكا وروسيا..

وهذه المقتطفات من الصفحات المئة الأولى:


من التحضيرات قبيل وأثناء الانتداب البريطاني:

 عمل الصهاينة على جمع بيانات القرى والمدن وكل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني من معلومات حتى إذا خرج البريطانيون كان لهم القدرة على مسك زمام الأمور في فلسطين والتخلص من كل من يمكن أن يقف في مواجهة مشروعهم بالاستيلاء على فلسطين.

كانت بريطانيا قد قضت على كل أشكال المقاومة في فلسطين وهذا ما سهل عمل الصهاينة الذين ارادوا أن تخرج بريطانيا لبدء العمل في تحقيق مخططاتهم والتي كان قد وافق عليها الأوربيون بعد إجلائهم لليهود من مناطق كثيرة في أوربا وبعدما فعله بهم النازيون. وقد بدأ افتعال المشاكل مع الفلسطينيين السكان الأصليين في كثير من الأماكن التي فيها يهود.

 

التقسيم:

خطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة المفتقرة إلى الخبرة حيث كان عمرها سنتان فقد قررت أن تعوض اليهود عن الهولوكوست النازية في أوربا وقبلت الادعاءات القومية التي كانت الحركة الصهيونية تشيعها في فلسطين وهكذا منحت الحركة الصهيونية دولة تمتد مساحتها على أكثر من نصف فلسطين ولو كان التقسيم متناسباً مع أعداد اليهود لما أعطتهم أكثر من عشرة بالمئة علماً أن الصهاينة رفضوا دولة ديمقراطية واحدة و من ثم تجاهلت الأمم المتحدة كلياً التركيبة الإثنية للسكان.

 دور الأردن:

الملك عبدالله في الأردن والذي لم تعجبه هذه المنطقة الصحراوية البدوية حيث ساومه الصهاينة على أرض الضفة الغربية حينها من خلال مفاوضات كانت الضفة لا تحوي الكثير من اليهود وقد صدت القوات الأردنية بمساعدة فرقة عراقية محاولات اليهود لاحتلال الضفة عام 1948 وكان اليهود يطمعون بالاستيلاء على 80 بالمئة من أرض فلسطين وفق مخطط تطهير عرقي وتعطي الباقي للأردن وفق اتفاق ضمني  وهذا ما جعل الملك عبدالله يعد اليهود بعدم الانضمام إلى أية عمليات عسكرية ضد الدولة اليهودية.


التحريض ضد الفلسطينيين:

كان المفوضون السياسيون يأتون إلى الجنود ويحرضونهم، فيصورون الفلسطينيين شياطين، ويستحضرون الهولوكوست وضرورة العمل على منع تكرارها في إشارة إلى العمليات المتوقعة وغالباً ما كانت هذه العمليات تجري في اليوم التالي للتلقين السياسي.

كان الوضع يظهر أن المجتمع اليهودي مهدد في فلسطين وعليه أن يعد العدة للدفاع عن نفسه بعد انتهاء الانتداب وخروج القوات البريطانية رغم أن الأمر لم يكن كذلك أبداً فخطط التطهير العرقي موضوعة وكان قد بوشر بها على مرأى ومسمع البريطانيين الذي كانوا يديرون وجههم بالاتجاه الآخر على أنهم لا يرون شيئاً تواطؤاً مع جرائم اليهود التي بدأت بالقتل وتدمير القرى ووضع العبوات الناسفة بالبيوت والناس نيام وحتى أنهم قاموا بتفخيخ ركام البيوت لضمان عدم عودة أي فلسطيني هرب من بيته قبل وصول آلة القتل إليه.

عندما خرج البريطانيون كان عديد الهاجاناه خمسين الف جندي تدرب نصفهم على يد البريطانيين خلال الحرب العالمية الثانية.

 ماذا يعرف الفلسطينيون عن خطة القادة اليهود؟

لم يكن لدى معظم الفلسطينيين أي فكرة عما كان يدور في ذهن اليهود في مسألة التطهير العرقي واعتقد الكثيرون منهم أن من يرضى بالعيش المشترك ووقف مسالماً لن تصل إليه المشاكل وخاصة أن البريطانيين قضوا على كل مظاهر المقاومة المسلحة بشكل كبير لدى العرب ولم يبق إلا القلة القليلة كعبد القادر الحسيني ومجموعاته شبه العسكرية والتي كانت تحاول الدفاع عن بعض القرى التي يتم الاعتداء عليها وقد تم قتله في التاسع من نيسان عام 1948 في معركة جرت في الدفاع عن قرية القسطل وقد أدى قتله إلى تدهور معنويات جنده مما جعل سقوط القرى الأخرى في القدس الكبرى أكثر سهولة فقتل من قتل وطرد من طرد وهدمت البيوت وكانت مجازر كمجزرة دير ياسين.

 دير ياسين:

توصلت قرية دير ياسين إلى معاهدة عدم اعتداء مع الهاجاناه في القدس لكن حكم عليها بالهلاك لأنها كانت تقع داخل المناطق التي عينتها الخطة دال أهدافاً للتطهير وبالتالي قررت قوات الأرغون وعصابة اشتيرن القيام بالهجوم على دير ياسين فكان يوم تسعة نيسان هو تاريخ المجزرة بحق أهالي هذه القرية الوادعة فقتلوا واغتصبوا وانتهكوا حرمة أجسادهم.

روى تفاصيل هذه المجزرة الناجي الوحيد فهيم زيدان والذي كانت جراحه ليست خطيرة وكان عمره آنذاك اثني عشر عاماً.


فهيم زيدان روى ما رأى بأم عينه:

أخرجونا واحداً تلو الآخر، قتلوا رجلاً عجوزاً بالرصاص ، وعندما بكت إحدى بناته قتلوها أيضاً. ثم استدعوا شقيقي محمد وقتلوه أمامنا. وعندما صرخت أمي باكية وهي منحنية فوقه - وبين ذراعيها أختي الرضيعة خضرة - قتلوها هي أيضاً.

أطلقوا الرصاص ايضاً على زيدان نفسه، الذي كان موجوداً مع الأطفال الذين أوقفوهم في صف أمام الجدران ومن حسن حظه أن جروحه لم تكن مميتة، علماً أن عدد الأطفال الصغار  الذين قتلوا في هذه المجزرة أكثر من ثلاثين طفلاً. وكان الصهاينة يعتبرون كل قرية فلسطينية قاعدة عسكرية عدوة فقتل الناس بمعركة أو بمجزرة لا فرق وقد تم تكرار مثل هذا العمل البربري في مدينة جنين في نيسان عام 2002 .


 الهدف التالي لدير ياسين:

الهدف التالي كان اربع قرى متجاورة وهي قالونيا وساريس وبيت سوريك وبدّو ولم تستغرق العملية في كل قرية أكثر من ساعة واحدة حيث دخلت وحدات الهاجاناه ونسفت البيوت او نهبتها وطردت السكان ومن الغريب أن قرية ابو غوش وقرية النبي صموئيل اعفيتا من التدمير والسبب ان مختاريهما أقاما علاقات ودية مع القادة المحليين لعصابة اشتيرن والذين قاموا بنجدتهما من الهاجاناه التي أرادت تدميرهما وهذا كان استثناء نادراً.

 هذا التدمير والبطش السهل اعطى القيادة اليهودية الكثير من الثقة بقدرتها ليس على الاستيلاء على المناطق التي منحتها الأمم المتحدة للدولة اليهودية فحسب بلا على التطهير أما موظفو الأمم المتحدة والموظفون البريطانيون فقد كانوا يراقبون ما يجري بلا مبالاة ومن دون أن يحركوا ساكناً.


 المدن الأخرى كطبريا:

عندما كانت أخبار المجازر تصل إلى القرى والمدن الأخرى لم يكن لدى الأهالي إلا خيار الهرب والفرار. كما حدث في طبريا التي سقطت في الثامن عشر من نيسان، حيث أن البريطانيين قاموا بدور مشبوه في الهجوم على المدينة فقد عرضوا الحماية على السكان في البداية ثم ما لبثوا أن حثوهم على التفاوض مع القوات اليهودية من أجل إخلاء عام للمدينة. وسيظهر الدور الحقيقي للقوات البريطانية في التعاون مع القادة اليهود في احتلال مدن أخرى كحيفا ويافا...

 

 

التطهير العرقي في فلسطين

 

 

 

عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة