الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

التطهير العرقي في سوريا 2

 

اللاجئون العراقيون إلى سورية:

بعد الانتفاضة الشیعیة في جنوب العراق عام ١٩٩١م، لجأ عدد كبیر منهم إلى سوریة، ومنذ ذلك الوقت برز الوجود الشیعي الوافد بنشاطه الدیني على أشده في سوریة، وبشكل علني فاقع، علما ً بأن وجود الشیعة في سوریة كان محدودا جداً قبل ذلك التاریخ، وكانت نقاط تواجدهم في مناطق قلیلة، كحیي الأمین والجورة في مدینة دمشق القدیمة، وحي زین العابدین في المھاجرین، وفي السیدة زینب، وفي عین ترما في الغوطة الشرقیة، وفي حیي الزھراء والنزھة بمدینة حمص وفي عدد محدود من قراھا، الزرزوریة، والرقة، والمزرعة، وأم العمد، وأم التین، والحمیدیة، والغور، والمخرم الفوقاني، وفي ریف حلب في بلدتي نبل والزھراء، وفي ریف ادلب في قریتي الفوعة وكفریا، وكانت المدرسة المحسنیة في حي الأمین الدمشقي المدرسة الوحیدة للتعلیم الدیني الشیعي في سوریة.


التغيير الديموغرافي في سوريا


وحسب تقاریر مفوضیة الأمم المتحدة للاجئین وصل عدد العراقیین المستقرین في سوریة عام

2007 إلى 1.2 ملیون نسمة، أكثر من نصفهم شيعة.  وكانت المقامات الشیعیة في سوریة محصورة بثلاثة مقامات، مقام السیدة زینب في حي السیدة زینب، ومقام شھداء كربلاء في باب الصغیر بدمشق القدیمة، ومشھد النقطة في حلب.


النشاط الشيعي في سورية

ولإیجاد بؤر شیعیة جدیدة تساعد على تمدد النشاط الدعوي الشیعي في المجتمع السوري، بدأ الشیعة یبحثون عن مقامات مندثرة بھدف إحیائھا، كمقام السیدة رقیة في حي العمارة، ومقام الصحابي

حجر بن عدي الكندي في عدرا/ ریف دمشق، ومقام الصحابي عمار بن یاسر في الرقة.

وكذلك كان لابد من اختلاق وجود مقامات شیعیة بدون أساس تاریخي لھا، فادعى الشیعة بوجود مقام

للسیدة سكینة بنت علي بن أبي طالب في مدینة داریا، ومقام لمحسن بن الحسین بن علي بن أبي

طالب قرب مشھد النقطة في حلب.


وبدأ الشیعي عبد الحمید المھاجر، یخرج في حلقة دینیة اسبوعیة على التلفزیون الرسمي السوري، ومراجع شیعة آخرون یجوبون المحافظات السوریة، وینشئون فیھا العدید من الحسینیات. وتم تأسیس جمعیة النجمة المحمدیة الشیعیة ومجلس السیدة زینب في عام ١٩٩٣م، وأصبح ھذا المجلس ینعقد سنویا ً، ویدعى له شخصیات ورموز من أھل السنة. وحتى عام ١٩٩٥م لم یكن في سوریة سوى حوزتین ھما:

الحوزة الزینبیة التي أسسھا المرجع الشیعي العراقي من أصول فارسیة حسن شیرازي عام ١٩٧٦م، وعلى حد تعبیره نفسه أنشئت من أجل إحیاء مذھب أھل البیت في عاصمة الأمویین.

 وحوزة الخمیني التي أسست في عام ١٩٨١م.

 ثم شھد بناء الحوزات العلمیة بناء خمس حوزات علمیة ما بین عامي 1995 و 2000 نھایة عھد حافظ أسد.

كان حافظ أسد یعمل في ادارة العلاقة مع الشیعة الاثنا عشریة على الموازنة بین رؤیتین له نفسه، رؤیته التي یرى فیھا أن حركة التشیع في طائفته العلویة ھي حركة تؤدي في النھایة إلى خروج الطائفة من عزلتھا الدینیة، وتعزز شرعیة نظامه اسلامیا ً، ورؤیته الأخرى التي یستشعر فیھا الخطر على نظامه من انقلاب الملالي علیه بعد تقویة نفوذھم داخل الطائفة، وأن تبقى ھذه العلاقة تحت سقف رضى السوریین والعرب عنھا أیضا ً. أما ابنه بشار فقد سمح للشیعة بالعمل في سوریة بمطلق الحریة، ومنحھم التسھیلات والامتیازات دون مراعاة أي اعتبار لرضى العرب أو لأھل السنة في سوریة، فانتقل النشاط الشیعي الدعوي من مرحلة الموازنة الحذرة في عھد والده، إلى مرحلة الانعطافة النوعیة الفجة في عھده، وسار في مسارات عدة، ھي:

1- مسار تقویة العلاقة مع تیار التشیع داخل الطائفة العلویة وتبنى تیار عودة الفرع النصیري

إلى أصله الشیعي بزعامة الشیخ العلوي فضل غزال.

2- مسار توثیق العلاقة مع الأقلیة الشیعیة في سوریة والوافدة إلیھا

3- مسار دعم شراء العقارات وبناء المؤسسات الدینیة، لدرجة صار الشیعة الایرانیون یبنون الحسینیات والحوزات الدینیة والمقامات الشیعیة دون أخذ موافقة مسبقة على بنائھا، وبرعایة الأجھزة الأمنیة السوریة، فتم بناء العشرات منھا في مختلف المحافظات السوریة.

وشجعت المراجع الشیعیة في عام ٢٠٠١م على تأسیس الھیئات الشیعیة الدینیة في سوریة لإدارة

الطقوس الدینیة في المناسبات الشیعیة، فتم تأسیس العدید منھا، بأسماء مختلفة: ھیئة خدمة أھل البیت، وھیئة علي الأصغر لشباب كربلاء، وھیئة المختار الثقفي، وھیئة شباب الامام الصادق، وھیئة شباب البتول الطاھرة، وھیئة شباب جعفر الطیار، وھیئة خیام الامام الحسین، وھیئة شباب أھل البیت. وقامت ھذه الھیئات بممارسة طقوسھا الشیعیة في شوارع دمشق، ونالت من بني أمیة ومن معاویة رضي الله عنه بأقذع الشتائم، في حین كان وما یزال إنشاء الھیئات والجمعیات الخیریة محظورا على أھل السنة،

وعندما قام شباب من أھل السنة باللاذقیة بإنشاء ھیئة صناع الحیاة، تم اعتقالھم جمیعا بتھمة تأسیس تنظیم اسلامي سري.

وخلال ستة أعوام من عھد بشار، أسس مراجع الشیعة أكثر من / /١٢حوزة علمیة دینیة في منطقة السیدة زینب لوحدھا، وھي: حوزة الامام علي، والحوزة الحیدریة، وحوزة الامام جواد التبریزي، وحوزة الامام الصادق، وحوزة الرسول الأعظم، وحوزة الامام المجتبى، وحوزة الامام الحسین، وحوزة الشھیدین الصدیقین، وحوزة الامام المھدي، وحوزة فقھ الأئمة الأطھار،


وتم انشاء كلیة الدراسات الاسلامیة في مدینة ادلب، وكلیة الدعوة والاجتھاد في مدینة الطبقة، ثم أنشئت مدیریة الحوزات العلمیة في عام ٢٠٠٥م ، وأنشئ لاحقا العدید من الحوزات الأخرى كحوزة الامام السیستاني، وحوزة الامام القائم، وحوزة أھل البیت، وحوزة الامام زین العابدین، وحوزة قمر بني ھاشم، وحوزة السید علي الخامنئي، وحوزة السید محمد سعید الحكیم، وحوزة السید محمد حسین فضل اللھ، وحوزة السید كاظم الحائري، وحوزة السید محمد تقي المدرسي.

وأصدر علماء الشام بیانا ً موجھا لبشار الأسد بتاریخ 6 \ 7 \ 2006 م طالبوا فیھ بإلغاء قرار منع التعلیم

الشرعي للمرحلة الاعدادیة، واعتبروا فیھ الحوزات العلمیة الشیعیة بمثابة المدارس التبشیریة الأجنبیة،

لكن بشار الأسد لم یعر اھتماما ً لبیانھم. وفي عھده وقف كبار ضباط الأمن وراء مشروع التغییر الدیمغرافي في سوریة، فاللواء ھشام بختیار الشخصیة الأمنیة البارزة في سوریة أعلن عن تشیعه صراحة، وحرض كبار ضباط الأمن العلویین على التشیع، وكان اللواء آصف شوكت من أھم الداعمین لھذا المشروع أیضا ً. وتم اختراق الوزارات والمؤسسات الحكومیة الفاعلة بشخصیات شیعیة أو متشیعة، كالدكتور ھاني مرتضى وزیر التعلیم العالي، والدكتور علي سعد في وزارة التربیة، والدكتور محمد السید وزیر الأوقاف الذي لا یخفي تشیعه، وعُین عبد الله نظام عمید مشروع التشیع في سوریة مستشاراً للشؤون الدینیة. ومُنح الشیعة رسمیا / /١٠ثانویات شرعیة، كما قُبل لھم بتحویل / /٨حوزات علمیة إلى ثانویات شرعیة، اثنتان منھا في اللاذقیة، واثنتان في ادلب، واثنتان في حلب، واثنتان في دیر الزور.


وبمقارنة بسیطة بین عدد المؤسسات الدینیة التابعة للشیعة وعدد مثیلاتھا التابعة لأھل السنة، تتوضح

فجاجة المشروع وفظاظته، حیث أكثر من \ 60 \ مؤسسة دینیة للشیعة وھم أقل من %١من السكان، فیما عدد مؤسسات أھل السنة لم یتجاوز / 24 / معھدا، ونسبتھم من السكان أكثر من .% 75 فضلا عن اضعاف المؤسسة الشرعیة السنیة بالمضایقات القانونیة، وترك حریة التصرف كاملة للمؤسسات الدینیة الشیعیة.

وفي عام 2006 م، وقع النظام معاھدة دفاع مشترك مع إیران، وصرح وزیر الدفاع السوري حسن تركماني في حینھا قائلا: إن إیران تعتبر أمن سوریة من أمنھا، وبھذا یكون بشار الأسد قد فتح سوریة للإیرانیین من أبوابھا كافة، الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.

يتبع ..

عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة