الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

كيف تمكنوا منا وكشفوا عوراتنا

الصحافة:

كانت الصحافة في منتصف القرن الماضي أخطر وسائل التوجيه والتثقيف، فهي الزاد اليومي الذي يصل إلى أيدي الناس جميعاً، من خلال أبوابها في القصة والمسرح والجريمة والرياضة والفن والأدب والسياسة والاجتماع والدين، وكانت بذلك قادرة على تقديم مفاهيم تجعل القراء تقبلها وتقتنع بها عن طريق الخبر والصورة والكاريكاتير والتعليق، وتعمل على تصغير ما تعارضه النفوس شيئاً فشيئاً.


كيف كشفوا عوراتنا



ما تحمله الصحافة:

لقد كانت الصحافة في هذه المرحلة على خط واحد تحمل طابع الوطنية وتتحمس له في عبارات طنانة وتخفي غاياتها الخطيرة التي لا تنكشف إلا في المجالات الاجتماعية وصفحات المرأة والمسرح والجريمة، فهي الميادين التي يمكن بث السموم من خلالها وهدم قوى الشباب وتحطيم إيمانه. والصحافة العربية لا دينية في اتجاهها فقد قامت أعمدتها بأيدي خصوم الإسلام والعروبة منذ نشأتها ثم تسلمتها أيد أشد قسوة وعنفاً وأكثر ميلاً إلى الكشف والإباحية.


النفوذ الصهيوني والصحافة:

جاءت هذه الموجة الصحفية موازية للنفوذ الصهيوني والشيوعي في الوطن العربي وبدأت فيه سهام التغريب والغزو الثقافي تجتاح بلادنا بقوة بدعم من النفوذ الأجنبي فدخل الانحراف في مجال المرأة والرياضة والسياحة ونوادي الرقص والمسرح والسينما والدعوة إلى تنشئة الجيل المعجب في هذه التيارات وإقامة المسابقات لملكات الجمال وللمرشحات للعمل في مجال الغناء والمسرح والرقص باسم الفن واعتباره شيئاً  راقياً ومحترماً وآزر ذلك صور العري والقصص والأغاني الخليعة.

ومن الطبيعي أن تتطور الوسائل مع الاكتشافات والاختراعات التي تلت كجهاز الفيديو الذي انتشرت من خلاله الأفلام السينمائية والمسرحيات وملاعب المصارعة، فلم تعد تلك العروض مقتصرة على فئة محدودة من الشباب بل شملت كل أفراد العائلة مما يحقق الهدف الذي يسعى إليه المخططون.


:انتشار الكمبيوتر والأقراص المضغوطة

وبعد أجهزة الفيديو انتشرت أجهزة السي دي وأجهزة الدي في دي الرخيصة والتي باتت بمتناول الجميع فانتشرت أفلام البورنو أو ما يعرف بافلام السكس. ثم جاء دور البث الفضائي الستالايت والذي كسر كل الحواجز بين الدول من خلال بث كل أنواع السموم.


عصر النت:

تلا ذلك عصر النت والأجهزة النقالة والموبايل وبرامج التواصل لتلغي أي حاجز بين الناس فتجد اليوم بث الواقع وبدون تحفظ وبثياب ومن دون ثياب من خلال التك توك وما شابه ولم يعد أحد قادراً على المحافظة على ما يرى أنه قيمة أخلاقية عدا عن القيم الدينية إلا من رحم ربي.


: الأطفال والنت

الخطير حالياً هو عدم تقبل الأطفال لمتابعة برامجها في التلفاز مهما كان عمر الطفل والاصرار على مشاهدة الموبايل، فترى الطفل ولم يتجاوز عمره السنة والنصف يمسك بالموبايل ويقلب بتحريك اصبعه على مقاطع اليوتيوب أو التكتوك وكأنه يبحث على شيء يعرفه، وبذلك يشاهد الطفل كل ما يشاهده الكبار أو ما هو مخصص لهم وليس لعمر هذا الطفل.

وما يزيد الطين بلة هو إهمال الأم لهذا الطفل وما يشاهده أو أنها تكون قد وجدت ضالتها بإسكاته من خلال إعطائه هذا الجهاز الخطير.

وكم من طفل وجد أنه أصبح يعاني من الموبايل لاحقاً كالنوم المضطرب بسبب المنامات التي يراها أو أنه فقد اللغة التي بدأ يتعلمها فبات لا يتكلم إلا بالإشارة أو يعيد نفس الكلام الذي كان يشاهده او أنه أصبح يعاني من مرض التوحد.

 

:الخلاصة

لم يعد بالإمكان التحكم بوسائل الرفاهية التي بين أيدينا، فالطفل الذي يرى والديه طوال اليوم يعبثون بالموبايل يصبح لديه فضول كبير لكي يرى ما يشاهدوه على هذا الجهاز الخطير، وبالتالي سيصر على أن يمسك بالموبايل وخاصة من والدته التي لا تقوى على ضبط الأولاد بغياب الأب وسيكون له الحرية التامة بمشاهدة اليوتيوب أو التكتوك وغيرها من البرامج ولن تكون قادرة على عمل رقابة لما يشاهد، وهذا سيلحق الأذى بهذا الولد بالتأكيد ومن الأذى: إهمال كتبه المدرسية واطلاعه على برامج قد تخيفه أو تحرفه وتفتح عينيه على أشياء خاصة...

 فكيف يمكن للأهل التعامل مع أطفالهم في مثل هذه الحالات؟.. مشكلة كبيرة.

 


عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة