قصة قصيرة:
لم يكن اللقاء ليجري بهذه السهولة وخاصة أنه اللقاء الأول بينهما، مضى على تعارفهما أشهر قليلة من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. كانت تفكر أنه قد يفوتها قطار الزواج حسب العرف الاجتماعي السائد.
إنها في العشرين من عمرها ومضى عام كامل والحياة في شلل شبه تام بسبب الوباء الجديد الذي حل بالعالم، إنه كورونا الذي فرض على الناس الجلوس في بيوتهم لفترات طويلة ومملة جداً وكأن أحكاماً عرفية قد فرضت.
ثم إذا تم فك الحظر
لسويعات لا بد من لبس غطاء الأنف والفم الذي تعددت أسماؤه كمامة، لثام، ماسك.. كان
الحديث بينهما لم يرْقَ إلى اتصال بالصوت والصورة لأسباب أمنية مفروضة في البيت،
ولكنهما تراسلا وتبادلا الصور والإعجاب.
لم تستطع النوم وهي تفكر باللقاء متسائلة: وماذا لو لم يعجبني؟ وماذا
لو لم يكن صادقاً وأراد أن...؟ كانت تحدق بالسقف وتتعوذ عند وصولها إلى الأفكار
السلبية. كان الوقت يمر ببطء شديد، وضيق في الصدر يتفاقم، وهي
تفكر كيف تحمي نفسها منه إن كان مخادعاً أو إذا لم يكن فتى أحلامها.
لمعت فكرة في رأسها ولا بد من تأجيل اللقاء
يوماً واحداً لتتمكن من تهيئتها. في اللقاء وبعد كبح التوتر الحاصل قرأت أفكاره الضبابية،
فهو يريد أن يمرا بفترة اختبار لعلاقتهما، خافت من كلامه المبطن، تأكدت أنه يمكن
أن تتعلق به أكثر ثم يخدعها، فقررت أن تصرفه:
- خالد أنا أكرر اعتذاري لك بسبب تأخر اللقاء لغاية اليوم، بصراحة...
- خير، تكلمي
- بصراحة البارحة شعرت بآلام بجسمي، واضطررت أن أذهب إلى المشفى وكان التحليل إيجابي
- تحليل؟ خير إن شاء الله!
- تفضل، اقرأ التقرير.
- كورونا! وإيجابي!
- إلى أين ذاهب؟ خالد... خالد؛ هرب المسكين
من كتاب الفائزون
في واحة الأدب في الكويت
للقصة القصيرة